فرنسا ومشروع الجيل الجديد: أمل "Les Bleus" بعد حقبة النجوم الكبار
منذ التتويج بكأس العالم 2018 والوصول إلى نهائي مونديال
2022، ظل المنتخب الفرنسي أحد أبرز القوى العالمية في كرة القدم. غير أنّ السؤال
الكبير الذي يُطرح اليوم هو: كيف سيحافظ "الديوك" على هيبتهم بعد اقتراب
نهاية مسيرة جيل النجوم مثل غريزمان، كانتي، ولوريس؟
الجواب جاء من خلال مشروع "الجيل الجديد"، الذي
يقوده المدرب ديدييه ديشان ويهدف إلى بناء فريق شاب قادر على الاستمرارية في
المنافسة على أعلى مستوى.
رهانات ديشان: مزج الخبرة بالشباب
من أبرز خطوات ديشان في الفترة الأخيرة استدعاء وجوه شابة
جديدة للمنتخب الأول. فقد انضم برادلي باركولا، وارن زاير-إيمري، ديسيريه دوې،
وليني يورو إلى القائمة، إلى جانب أسماء لها وزن كبير مثل عثمان ديمبيلي، كينغسلي
كومان، ولوكاس هيرنانديز.
بهذا المزج، يسعى المدرب إلى ضمان انتقال سلس بين الأجيال،
وتفادي السقوط في الفراغ الذي قد يحدث عند اعتزال الركائز الأساسية.
مبادرات الاتحاد الفرنسي
الاتحاد الفرنسي لكرة القدم لم يكتفِ فقط بالاعتماد على
ديشان، بل أطلق مبادرات تهدف إلى رعاية المواهب.
من أبرزها جوائز «Golden Kid» التي
جرى تنظيمها في باريس صيف 2025، حيث تم تكريم 18 لاعبًا شابًا من مختلف الأندية
الفرنسية والأوروبية. هذه الجائزة تهدف إلى تسليط الضوء على المواهب التي يمكن أن
تقود فرنسا إلى الأمجاد المقبلة.
أبرز النجوم الواعدين
مايكل أوليز
لاعب وسط هجومي في بايرن ميونيخ.
يتميز بقدراته في الكرات الثابتة وتمريراته الحاسمة.
أشاد به ديشان قائلاً: "يمتلك شخصية اللاعب الكبير،
ويعرف كيف يصنع الفارق في المباريات الصعبة."
ريان شرقي
موهبة ليون السابقة والمنتخب الأولمبي.
أثبت نفسه في دوري الأمم الأوروبية الأخيرة بتسجيله هدفًا
وصناعته لآخر.
يعتبره الخبراء "صانع الألعاب القادم" لفرنسا.
ديسيريه دوې
لاعب خط وسط نشيط يجمع بين القوة البدنية والمهارة
التكتيكية.
برز بقوة في منتخب الشباب، واليوم بات من ركائز المنتخب
الأول.
وارن زاير-إيمري
قائد منتخب تحت 21 سنة.
لا يتجاوز 19 عامًا لكنه يتميز بنضج تكتيكي كبير وشخصية
قيادية.
يلقبه الإعلام الفرنسي بـ"العقل المدبر الجديد"
لوسط الميدان.
ليني يورو
مدافع شاب يبلغ من العمر 17 عامًا فقط.
لفت الأنظار مع ناديه الفرنسي، وبدأ يقترب بسرعة من ضمان
مكان في التشكيلة الأساسية.
يُتوقع أن يكون "قلب الدفاع" لفرنسا لسنوات طويلة.
التحديات أمام المشروع
رغم هذه الأسماء الواعدة، يبقى أمام فرنسا تحديات كبرى:
الخبرة الدولية: بعض هؤلاء اللاعبين ما زالوا يفتقرون
للتجربة في البطولات الكبرى.
الضغط الجماهيري والإعلامي: الجمهور الفرنسي لا يقبل سوى
المنافسة على الألقاب.
الانسجام التكتيكي: إدماج عناصر شابة مع لاعبين مخضرمين
يحتاج إلى وقت وصبر.
تصريحات ديشان
قال ديشان في آخر مؤتمر صحفي:
"أنا واثق من الجيل الجديد. هم يحتاجون
إلى الثقة والدعم. لن نكرر إنجازات الماضي فقط، بل سنبني فريقًا قادرًا على كتابة
تاريخ جديد لكرة القدم الفرنسية."
الخاتمة
فرنسا اليوم أمام مرحلة انتقالية حاسمة. مشروع "الجيل
الجديد" ليس مجرد خطة لتجديد الدماء، بل هو محاولة لصنع هوية جديدة للمنتخب
الوطني. ومع اقتراب مونديال 2026، ستُطرح الأسئلة الكبرى:
هل سينجح ديشان في بناء منتخب متماسك يجمع بين الطموح
والخبرة؟
هل سيكون الجيل الجديد قادرًا على السير على خطى زيدان،
هنري، ومبابي؟
الزمن وحده كفيل بالإجابة، لكن المؤكد أن فرنسا تدخل هذه
المرحلة بثقة عالية، وبجعبتها أسماء واعدة قد تُعيد للأذهان صورة
"الديوك" كواحد من أعظم المنتخبات العالمية.